نماذج من التقويم

الجامعة اللبنانية- كلية التربية

العمادة

نماذج من التقويم

مقرّر تقويم خاص

بحث فردي من إعداد الطالب بيار مالك

إشراف الدكتور سمير زيدان

بيروت 2009

الفهرس:

مقدّمة —————————————– ص. 3

1- خصوصية التقويم في الفلسفة ——————– ص. 3

2- أنواع التقويم في الفلسفة ومعاييرها ————— ص. 4

3- نماذج من التقويم التكويني ———————-  ص. 6

4- نموذج تقويم تقريري تقليدي مع عناصر الإجابة ——  ص. 7

5- نموذج مقترح للتقويم بالوضعيات —————-  ص. 10

خاتمة —————————————– ص. 13

مقدّمة

بعد أن تطرّقنا في موضوعٍ سابق إلى أنواع التقويم بشكلٍ عام، وغصنا في التقويم التكويني بشكلٍ خاص تعريفاً وتفصيلاً، ننتقل في هذا النشاط الفردي الثاني إلى التقويم في مادّة الفلسفة إذ إنّ الهدف من هذا المقرّر هو التمرّس في كيفية تقويم المتعلّمين في هذه المادّة التعليمية. لذلك، سنقوم في مرحلة أولى بتحديد خصوصيّة التقويم الفلسفي، ثمّ سننتقل إلى عرض أنواعه ومعاييره، بعدها سنعرض بعض نماذج تقويمية في الفلسفة مع الأخذ بعين الإعتبار المعايير الواجب إتباعها أثناء التصحيح، لنصل إلى مجموعة من الخلاصات فيما يخصّ التقويم في مادّة الفسلفة، على أمل أن يتناول هذا النشاط المقتضب مختلف جوانب العملية التقويمية في الفلسفة .

1. خصوصية التقويم في الفلسفة

تُعتبر عملية التقويم في الفسلفة من أصعب العمليات التي يقوم بها المعلّمون، وذلك لأنّها مادّة أدبيّة لا ترتكز على معطيات عملية محدّدة يمكن إختبار الطالب فيها. ثمّ إنّ موضوعاتها كثيرة ومتشعّبة ولا تصل إلى حقيقة واحدة قابلة للدرس، إنّما نجد في كلّ موضوع مجموعة من المواقف والآراء المتشعّبة التي تحتوي على جزء من الحقيقة الكبيرة. لذلك، فإنّ أكثر ما يشكّل صعوبة للطلاّب والمعلّمين على حدّ سواء هو تقويم مادة الفلسفة، ولا غرابة في ذلك، إذ لطالما كان التفكير البشري والعقل الإنساني لغزاً صعب الحلّ. ثمّ أنّ الطريقة التقريرية التي تُقوّم من خلالها مادّة الفلسفة، تخضع في كثيرٍ من الأحيان إلى مزاجيّة المصحّح، الذي يفتقر إلى المعايير الصحيحة للحكم على تفكير المتعلّم وبالتالي يكون سبباً في رسوبه في هذه المادة .

من هنا فإنّ الحاجة أصبحت ملحّة إلى إعتماد طرق تقويم محدّدة ومدروسة، تؤدّي إلى حكمٍ صائب على المتعلّمين، وذلك إنطلاقاً من مدى قدرتها على التحقق من حصول الكفايات الواجب حصولها عند المتعلم. ولكي نصل إلى هذه الطرق علينا أن نضع معايير ومحكّات محدّدة تسمح لنا من الحكم بشكلٍ دقيقٍ وواضح، وتسمح للمتعلّم على السواء بأن يكتشف الأسباب والدوافع التي أدّت إلى رسوبه أو إلى نجاحه، وبالتالي لا تبقى عملية تقويم الفلسفة عملية مزاجية تخضع لأهواء المصحح، ويرى فيها المتعلّم مادّة غليظةً لا فائدة منها في الحياة، ولا أمل منها في النجاح، بل نكون بذلك قد بنيناها على أسس واضحة ومتينة وحققنا من خلالها الهدف الذي تصبو إليه، ألا وهو بناء المواطن الصالح الذي يعرف نفسه ويعرف كيف يتعامل مع الآخرين، ويعي واجباته تجاه وطنه .

2. أنواع التقويم في الفلسفة ومعاييرها

للتقويم أنواع كثيرة: تقويم تشخيصي، تقويم تقريري، تقويم تكويني، تقويم نهائي… إلاّ أنّنا سنعتمد على نوعين في إطار تقويم مادّة الفلسفة، الا وهما التقويم التكويني والتقويم التقريري. ولن ندخل في ماهية كلّ تقويم وذلك لأنّنا سبق وتناولنا التقويم التكويني في النشاط السابق، ورأينا التقويم التقريري خلال هذا المقررّ. إلاّ أنّنا سنفصّل في هذا الإطار المعايير الواجب الإنتباه إليها ليكون تقويم الفلسفة موضوعياً. وهذه المعايير تتبع بشكل مباشر وترتبط بالكفايات. فالكفاية الأولى الواجب تحقيقها هي القراءة الفلسفية للبحث عن معنى يتجاوز الواقع الراهن لوضعيّة – مشكل لها علاقة بالرهان الفلسفي. أمّا الكفاية الثانية، فهي الكتابة الفلسفيّة لإنتاج فكر عقلاني ومستقلّ فيما يتعلّق بوضعيّة – مشكل لها علاقة برهان فلسفي، والكفاية الثالثة والأخيرة هي إنتاج طرق للتفكير والعمل لحلّ وضعيّة – مشكل لها رهان فلسفي. وهنا لا بدّ من تطبيق المنهجية الفسلفية (الأشكلة، الأفهمة، المحاججة) وتدرّج الكفايات بين سنتي التدريس .

قبل المباشرة بذكر المعايير الواجب اتّباعها أثناء التقويم، لا بدّ من الإشارة إلى أنّ هذه الكفايات تتحقق من خلال مجموعة معارف ومهارات ومواقف على الطالب الإلمام بها، بالإضافة إلى تحديد الوضعيات والمهمّة المنتظرة والظروف المحيطة بها. بالإنتقال إلى المعايير المعتمدة لتقويم نتاج الطالب، فإن هذه المعايير تتلخصّ بما يلي: الملاءمة، صوابيّة المعطيات، التماسك، المعالجة الوافية، الإبداعية، سلامة التعبير واللّغة. وتُقسم هذه المعايير إلى قسمين: معايير الحدّ الأدنى (الملاءمة وصوابية المعطيات والتماسك والمعالجة الوافية) ومعايير الإتقان (الإبداعية وسلامة التعابير واللّغة) .

الملاءمة: يتحقق المعيار عندما يتلاءم نتاج الطالب مع الوضعية-المشكلة.

صوابية المعطيات: يتحقق المعيار عندما تكون المعطيات التي قدّمها الطالب أمينة، وصحيحة وصادقة .

التماسك: يتحقق المعيار عندما يشكّل نتاج الطالب بنيةً موحّدة، من خلال تنظيم الأفكار، ومنطقيّة تسلسلها، والإستخدام الصحيح لأدوات الربط، والسيّاق المتدرّج لفكر فلسفي في طور البناء .

المعالجة الوافية: يتحقّق المعيار عندما يستخدم الطالب عناصر كافية لبناء مقاله .

الإبداعية: يتحقّق المعيار عندما يُظهر نتاج الطالب فكراً نقدياً مستقلاً، وامتلاكاً إندماجياً للثقافة الفسلفية والذاتية .

سلامة التعبير واللغة: يتحقّق المعيار عندما يقدّم الطالب مقروءاً ومُحكم الصُنع .

3. نماذج من التقويم التكويني

هذه بعض التمارين التطبيقية التي تصلح أن تكون تقويماً تكوينياً لدرس الوعي واللاوعي.

أ‌- ضع علامة X في المربّع المناسب: (الإستبطان ونقده)

لقد كان المنطلق الأساسي لعلم النفس التقليدي القديم أن الأمور النفسية هي تابعة حكماً لمستوى الوعي.    صح           خطأ

منهج الاستبطان يدّعي أنه بإمكان الشخص أن يدرس وعي شخص آخر.

صح           خطأ

الطريقة الاستبطانية تحقق شروط العلم والموضوعية. صح         خطأ

يعترض كونت على هذه الطريقة الاستبطانية التي تخالف مبدأ السلامة المنطقية الأرسطي. صح       خطأ

بالنسبة لبرغسون فإن عمليات مراقبة الوعي هي ممكنة لأن الوعي بحد ذاته هو استمرارية دفّاقة.  يمكن إيقافها ومعاينتها عبر حالات منفصلة ومتقطعة.

صح          خطأ

ب‌- إملأ الفراغ بالكلمة المناسبة: (تقويم منهج التحليل النفسي)

(المكبوتة- الحقيقة- الشخصية- مظاهر- الأخلاقي)

الخطأ هو في تحويل منهج التحليل النفسي إلى نظرية تدّعي تفسير جميع________ الثقافة الإنسانية وجميع  حقائق السلوك.

لحقت بنظرية التحليل النفسي تهمة المادية لجهة أنها ردّت عالم القيم كله إلى عقد نفسية مرتبطة بالغرائز__________ وخصوصاً الجنسية. فقد يكون هذا النوع من التفسير يناسب أشخاصاً في ظروف خاصة بهم، لكنه لا يستوعب الحقيقة الفنية والعلمية والدينية للنفس الإنسانية، ولا يتفهم التسامي__________ والديني الأصيل.

كما أن تفسير القاعدة المادية للسلوك يشكو من تجاهل لعناصر كثيرة تؤثر في__________ كالعناصر الاجتماعية العامة والعرقية والتاريخية والثقافية. ففي منهج التحليل النفسي تقصير في تفسير_________ الإنسانية في جوانبها المادية وفي جوانبها الروحية.

ج‌- تحديد المسألة:

«كلّ ما تلقيته حتى الآن على أنه حقيقة يقينية هو ما أخذتني به الحواس؛ ولكنني اشعر أحياناً بأنّ الحواس خادعة، ومن قبيل الإحتياط يجب ألاّ نضع ثقتنا أبداً في أولئك الذين يخدعوننا… وإذن، فإن معرفتي عن العالم ليست يقينية». (التأملات الديكارتية) .

السؤال: إقرأ النصّ ثمّ حدّد إشكاليته.

4. نموذج تقويم تقريري تقليدي مع عناصر الإجابة

نعرض فيما يلي نموذج للتقويم التقريري التقليدي المعتمد في لبنان مع عناصر الإجابة وتوزيع العلامة.

النص:

1- ” ولكن أين تُحفظ ذكريات الماضي؟ هنا يتبنّى برغسون، دون تردّد، النظرية الروحية التي تعتبر أنّ “للطاقة الروحية” حقيقة خاصة بها وأنّ من المستحيل أن تتلف…

ويعتقد “رافيسّون” بوجود “روح خالص كلّه وحدة وكلّه ذكرى موجود دائمًا بالنسبة لذاته وللجميع، يراقب باستمرار ما كان وما هو كائن…”

وهكذا ترانا قد أدركنا الآن معنى “الطاقة الروحية”: “فحياتنا الماضية ماثلة أمامنا، وقد احتفظنا حتّى بأدقّ تفاصيلها…” ولكن هل يتمّ هذا الأمر في الوعي؟ كلا إذ لا وعي إلاّ في الحاضر. إذن يتمّ ذلك في حالة لاوعي. إنّنا نحتفظ بالذكريات على “شكل أشباح غير منظورة”.

جان كلود فيو (ترجمة جورج يونس)

” الذاكرة” (بتصرّف)

أ- إشرح الأفكار الواردة في هذا النصّ، مبيّنًا إشكاليته. (تسع علامات)

ب- ناقش هذه الأفكار من منظار النظرية المادّية. (سبع علامات)

ج- من خلال هذه المواقف المختلفة من كيفية حفظ الذكريات، أيّ موقف تراه الأقرب إلى الواقعية ويمكن تبنّيه في عصرنا اليوم. (أربع علامات)

عناصر الإجابة

أ‌- المقدمة: (علامتان)

  • · الإنسان كائن الأبعاد الماضي والحاضر والمستقبل.
  • · إمتلاكه ذاكرة تجعله يعي ماضيه ويستعيده.
  • · كيفية حفظ الذكريات شغل الفلاسفة منذ القديم، البعض اعتبر أنّ الذكريات تُحفظ بطريقة روحية والبعض الآخر بطريقة مادية.

الإشكالية: (علامتان)

  • فهل الذكريات تُحفظ بشكل روحي كما قالت النظرية الروحية؟ وإذا كان الأمر كذلك، فلماذا لا يبقى حاضري ماثلاً أمامي بشكل مستمرّ؟ أمّا إذا كانت تُحفظ على خلاف هذا الأمر فكيف تُحفظ؟ وأين يتمّ تخزين الذكريات؟

الشرح: (خمس علاملت)

  • في هذا النّص يعتبر برغسون أنّ الذكريات تُحفظ بطريقة روحية لها حقيقتها الخاصة وهي بالتالي تبقى حاضرة ومستمرّة متبيّنًا موقف الروحانيين.
  • يدعم رافيسون هذا القول باعتقاده بوجود روح حاضر لحفظ كلّ ما يمرّ به الإنسان.
  • وبالتالي فإنّ حياتنا تكون ماثلة أمامنا بشكلٍ دائم، ولكن يتمّ كلّ ذلك بطريقة اللاوعي.
  • أمّا عن سبب عدم حضور الماضي بشكل مستمرّ من ضمن الوعي، فذلك لأنّه، بحسب برغسون، يعود إلى العقل الذي يلعب دور في استعادة الذكريات من اللاوعي. فالعقل أشبه بمصفاة تمرّ عبرها الذكريات الضرورية في الوضعيّة الحاضرة.

ب‌- المناقشة: نقد النظرية الروحية (علامتان)

  • · بعض الصعوبات في هذه النظرية هي: كيف لذاكرة ذات طبيعة روحية أن تستعمل وسائل مادّية؟
  • · صعوبة اعتبار أنّ الذكريات تحفظ كأشياء (صور روحية بحسب برغسون).

نظرية المادية (خمس علامات)

  • بداية النظرية مع أبقراط وجالينوس وإبن سينا لأنهم اعتبروا الذكريات تُحفظ في تجاويف الدماغ.
  • اعتبر ريبو أنّ الذكريات تُحفظ في الدماغ بشكل آثار مادية قابلة للإستعادة (النغم الموسيقي في الأسطوانة)
  • البرهان أنّ خلل يصيب الدماغ يؤدّي إلى أمراض في الذاكرة.
  • النظرية المادية تلقى اليوم تأييدًا من علماء النفس المعاصرين والفيزيولوجيين.

ج- إبداء الرأي: (أربع علامات)

  • · خاص بالطالب مع الأخذ بعين الإعتبار التشابه بين الذاكرة والحاسوب في أيامنا هذه.
  • · الذاكرة تعمل في إطار الشخصية ككلّ وتحت سيطرة الوعي والإرادة.

التقويم بحسب مركز التقويم والإرشاد

إسم الثانوية

إسم المعدّ

الشكل والإخراج

الأخطاء العلمية

توصيف المسابقة

مطبوعة

واضحة

القراءة

مبوبة

الوضوح

التوازن

المستوى

التنوّع

التجديد

في اللغة

في الطرح

مع الوقت

مع العلامة

نعم

كلا

نعم

كلا

نعم

كلا

نعم

كلا

نعم

كلا

نعم

كلا

نعم

كلا

حفظ

تطبيق

تحليل

نعم

كلا

نعم

كلا

5. نموذج مقترح للتقويم بالوضعيات

بعد أن تحدّثنا بإسهاب عن خصوصية التقويم في الفلسفة، وخصوصاً أنواع هذا التقويم ومعايير، لاحظنا  أنّه لا بدّ من تطوير هذا التقويم لكي نخرجه من دائرة التلقين وحفظ المعلومات غيباً، إلى دائرة التعامل مع المعلومات لحلّ وضعية – مشكلة قد تواجه المتعلم في حياته اليومية. وبالتالي فإننا ننتقل بهذه الطريقة من درس الفلسفة كمجرّد مادّة للإمتحان إلى درس الفسلفة كوسيلة لمواجهة تحدّيات الحياة اليومية .

وهكذا سنعرض فيما يلي لمحاولة القيام بتقويم تقريري بالطريقة الناشطة على امل أن يكون، بالرغم من الثغرات الموجودة فيه، مجالاً لتطوير نظام تقويم الفلسفة في لبنان، وأن ينعكس إيجاباً على تطوير الدرس الفلسفي .

الموضوع:

وجد طفل بأحد سطوح منزل ببيروت ، في حالة مأساوية عاريا حافيا رثا لا أنف له ، شبيه بالإنسان البدائي وقد أثارت هذه الواقعة سخط السكان واستغرابهم للحالة التي عليها الطفل ، فجاءت الشرطة والوقاية المدنية وتم نقل الطفل إلى المستشفى لتقديم الإسعافات الأولية . ومنذ ذاك الحين سار حادث الطفل حديث السكان .

على ضوء هذه الواقعة أكتب مقالا فلسفيا تناقش فيه هذه الحادثة مبرزا وضعية الشخص وقيمته داخل المجتمع وكيف تم هدر كرامة هذا الطفل ؟

الوضع المشكل

قيمة وكرامة الشخص بوصفه إنسانا

مالذي يحدد قيمته ؟

وأين تتجلى كرامة الإنسان ؟

مكونات: الشخص ، الكرامة الإنسانية .

المناقشة والتحليل

تشكل واقعة الطفل حدثا مثيرا يعيد طرح مسألة الكرامة الإنسانية وقيمته

مسألة تتعلق بحقوق الإنسان بصورة عامة وحقوق الطفل بصورة خاصة

هل تتحدد قيمة الإنسان باعتباره شخصا متميزا عاقلا أم هناك عناصر أخرى تدخل في تحديد قيمته ؟

ما الذي يؤسس البعد القيمي للشخص بانتمائه للجماعة نموذج راولز أم باعتباره ذاتا لعقل أخلاقي عملي نموذج كانط ؟

  • · وجود الإنسان داخل نظام اجتماعي يمكنه من تحقيق قاعدة الحق والواجب مما يضمن له حريته وكرامته
  • · حرية الأفراد تتجلى في كفاءتهم الأخلاقية والعقلية
  • · العلاقات بين الأشخاص تفرض على الشخص نوعا من الالتزام نحو الجماعة والهيئات
  • · بالنتيجة انفتاح الشخص على الآخرين يضمن له كرامته ويعطيه قيمة

أما كانط فينطلق من كون الشخص غاية وليس وسيلة

يمتلك الإنسان العقل الذي يميزه عن باقي الكائنات الحية

الشخص ذات لعقل أخلاقي عملي وهذا ما يعطيه قيمة وتجعله يمتلك كرامة تستوجب الاحترام والتقدير على قاعدة المساواة والإلتزام بواجباته

من منطلق الواجب تكون تلك المرأة قد أهدرت كرامة وإنسانية ذلك الطفل

وبهدرها لكرامة الطفل تكون قد ارتكبت جريمة في حق الإنسانية وتنكرت للبعد الإنساني للطفل

الخاتمة

كتابة المقال

لقد شكلت واقعة الطفل حدثا مثيرا حرك الرأي العام ؛ والمسؤولين على السواء ، و أعاد طرح مسألة حقوق الإنسان والطفل من جديد وكيف يمكن الحفاظ على كرامة وقيمة الشخص كإنسان .

إن الوضع الذي وجد عليه الطفل شكّل فرصة للمجتمع المدني للتفكير في الوضع البشري باعتبار الإنسان شخصا أخلاقيا وقانونيا يعيش داخل واقع اجتماعي ؛ فتجربة الشخص تتشكل داخل المجتمع ، وتتحدد هويته في تفاعل مع الغير … والسمة الأساسية للشخص هي هويته التي تنمو وتتطور من خلال علاقاته بالآخرين ، وضمن هذه العلاقة تبدأ الملامح الوجدانية والذهنية والمعرفية بالتشكل . ويصبح الشخص موضوعا أخلاقيا يتمتع بالحرية وحق الاحترام والحفاظ على كرامته . ويتحدد وجوده من منطلق حقوقي؛ ومن ثم لا يحق لأي كان أن يحطّ من كرامة الشخص فالواجب الأخلاقي يستوجب احترام كرامة الإنسان على حد تعبير كانط .

لكن ما الذي يؤسّس قيمة وكرامة الشخص ؟

يقترح التصور الكانطي نظرة فلسفية للشخص كذات عاقلة أخلاقية ، فهو غاية في حد ذاته يتميّز بالحرية والإرادة وهذه الخصائص هي التي جعلت منه كائنا متميزا عن الكائنات الحية ، لأنه ذات لعقل أخلاقي عملي ، والإنسانية التي تجثم في داخله تستوجب الاحترام والتقدير على قاعدة المساواة من هنا يرى كانط أن الشخص يتجاوز كل سعر نظرا لتكوينه الأخلاقي . وإذا ما وضعنا حالة الطفل في هذا الوضع نجده فقد كرامته وسلبت منه إنسانيته . لكن هل يكفي الاعتقاد الكانطي بمبدأ ملكة العقل لتحديد القيمة المتأصلة للشخص ؟

هنا نورد تصور راولز الذي تناول الشخص في واقعيته كفاعلية وحركية وكعنصر منخرط في مجتمع منظم يقوم على أساس العدالة والتعاون؛ وهذه الوضعية توفر للإنسان قيمة متميزة وتضمن له حق الوجود ضمن دائرة الانفتاح على الغير من أجل التعاون وذلك بالالتزام بمبادئ الأخلاق . فعضوية الشخص الاجتماعية هي التي جعلت منه شخصا حرًا يتمتع بالحقوق .

و ما قامت به تلك المرأة تجاه الطفل يعتبر تخلّ عن مسؤوليتها وواجبها الأخلاقي والإنساني ، وبالتالي هدرا لحق من حقوق هذا الطفل ألا وهو الحق في الكرامة الإنسانية .

سواء مع كانط أو مع راولز نجد البعد الإنساني للشخص حاضرا رغم تمايز الموقفين ، وهذا ما جعل الحادثة تشكل صدمة للرأي العام لأنّ الكرامة الإنسانية تمّ هدرها إلى درجة سلب طفل حقه الانفتاح على الغير لكي ينمو بصورة طبيعية وتتشكل ملامحه الوجدانية والذهنية، ويعتبر كل فعل يستهدف الكرامة والحرية من خلال إلحاق الأذى بالفرد ؛ فعل لاأخلاقي ومناف للحقوق .

الخاتمة

في الختام، لا بدّ من التذكير بأهميّة التقويم في مجال الفلسفة وأن يكون هذا التقويم متماشياً مع أصول التقويم المعتمد في البيداغوجيا الحديثة. كما لا بدّ من أن يهدف هذا التقويم إلى تحقيق الكفايات المحدّدة عند المتعلّم وألاّ يكون مجرّد وسيلة لجمع العلامات بهدف النجاح وحسب. من هنا ضرورة التشديد على تحقيق منه النقلة النوعية فيما يختصّ تطوير التقويم الفلسفي، على أمل أن ينسحب هذا الوضع على الدرس الفلسفي، لكي يصبح كما هو مرسومٌ له مجالاً للتفكير وإكمال العقل ودفع المتعلّم إلى مواجهة الوضعيات التي قد تواجهه في حياته المستقبلية، ومعرفة التعامل معها، وإنّنا على ثقة أنّ هذا التطوير سيجعل من الفلسفة مادّة مستثاغة ومحبّبة على قلب المتعلّمين لأنّهم سيكتشفون فائدتها بشكل مباشر أكثر من أيّ مادّة أخرى.

المراجع:

1-   http:atlassema.blogpost.com/2008/02/blog-podt_5306.html

2- http://www.edunet.tn/ressources/sitetabl/crefoc/zaghouan/Lumieres/Lum%209/arabe/Le%20portfolio.htm

3- http://www.khayma.com/machreq/evaluation.htm

4- http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=111662

5-   المديرية العامة للتربية، الإرشاد والتوجيه، دراسة مسابقات مدرسية.

Leave a comment